رواية نور الروح

رواية نور الروح الفصل 13 ( الكبرياء القاتلة)

رواية نور الروح الفصل 13 الفصل الثالث عشر الكبرياء القاتلة ، نوفمبر 2017 – نور  ، نور في الطريق في داخل سيارة أجرة تهطل الأمطار من كل مكان وكأن السماء تبكي مع ألم قلوبهم ودموعها لا تتوقف عن الإنفجار من بركان عيونها تتسأل في داخلها هل جرحها لازال ينزف لدرجة أنها تفضل الموت نزفاً علي الرجوع الي الحياة من شدة الألم أم أن خوفها من مارك ما دفعها لرفض طلب محمود .

ام انها اردات فعلا  رد كبريائها ….

وفي الجهه الاخري وبداخل مكتب محمود ظل محمود شارداً وفي حالة ذهول لم يفهم سبب تصرف نور في داخله بركان من الغضب والخوف يتصارعان خوفاً وغضباً من فقدها مرة أخري .

محدثاً نفسا صارخاً في حالة ذهول وكأنه يبلغ رسالة لنور

ليست هذه المرة يا نور لن أتركك ترحلي لن أودع روحي للموت بدونك ففي يوم واحد عادت ليا الحياة وإن حتى حاربت العالم كله من أجل حضنك وقدمت عمري علي طبق من عذوبة الروح سأقدمه بمنتهي السعادة لانه لكي

يمسك هاتفه بعد مرور ساعة من الوقت  محاولاً الاتصال بنور ولكن لا أجابة .

يحاول مرة وإثنان والكثير لا ترد

ينزل من مكتبه مسرعاً ليذهب إليها في منزلها  وكأنه في معركة مع الحياة.

بعد نص ساعة أمام منزل نور يدق الباب كثيراً لا اجابة ليجد حارس العقار أمامه .

حارس العقار : في حاجه يا أستاذ حضرتك بتخبط علي الباب كتير ليه .

محمود : عاوز مدام نور اللي ساكنة في الشقه دي  ومش بترد علي تليفونها .

حارس العقار : مدام نور نزلت من ساعة تقريباً يا أستاذ وفي ايديها شنطه سفر وإبنها والمربية وكانت بتجري طلبت مني أطلب تاكسي بسرعة للمطار .

ومع سماع محمود كلمه المطار وكإن جبلاً من جليد إنهدم علي رأسه ودمر ما تبقي فيه من حياة الروح

ظل لدقائق مردداً المطار المطار عملتيها يا نور ردتي للي عملته لكي زمان إزاي إزاي !!!!

دا انا ملحقتش افرح بنورك من تاني

لينزل مستقلاً سيارته في حالة صدمة .

قبل ساعه ونص الساعه الحاديه عشر صباحا

بينما نور تبكي بإنهيار علي رفضها الزواج من محمود إنتبهت لاتصال من والدتها فريدة

نور : الو أيوة يا ماما

فريده بصوت باكي  : إنت فين يا نور أنا بتصل بيكي من الصبح .

نورتحاول تداري دموعها في صوتها : موبيلي كان في الشنطة مخدتش بالي .

فريده : بابا بيموت يا نور من الفجر في العناية المركزة قلبه وقف فجأه أرجوكي تعالي أنا حجزت لكي من عندي 3 تذاكر انتي وابنك والمربية  الساعه 12 الظهر بسرعه يا نور أرجوكي بابا حالته صعبة أوي .

نور بإنهيار: حاضر حاضر هطلع أجيب ابني والمربية وأطلع علي المطار علي طول .

تصل نور الي منزلها بعد دقايق من إنتهاء مكالمة والدتها تجمع بعض أشيائها سريعاً

تقوم بطبع التذاكر للسفر من علي موقع شركة الطيران تأخذ إبنها والمربية والحقائب التي أعدتها وترحل في أقل من نصف ساعة وفي غمرة إنفعالها وشد أعصابها من كل الألم والخوف المجتمع بداخلها

تنسي هاتفها في داخل الشقة ولا تكتشف ذلك إلا بعد صعود الطائرة .

بعد مرور ساعتين علي تلك اللحظة

محمود يقود سيارته في حالة من الذهول والتوهان ليفيق وأمامه سيارة نقل كبيرة ويصطدم بيها وهذا أخر ما يتذكره …..

بعد مرور 6 ساعات

تصل نور إلي إنجلترا لتستقل سيارة لكي تلحق إبيها ولكن عند وصولها كان أمر الله قد نفذ ورحل عن الحياة  .

وفي داخل أورقة المستشفي تجلس نور إلي الارض محتضنة  نفسها وتبكي في تلك اللحظة لم تكن تتمني سنداً إلا محمود .

تغمض عيونها لتقنع نفسها أن كل ما حدث منذ هذا الصباح كان كابوساً مؤلماً وليس حقيقة .

تقنع نفسها أنها لم تفقد محمود مرة أخري بسبب كبريائها االأعمي وخوفها من مواجهة مارك  تقنع نفسها أن أبيها لم يرحل عن الحياة فجأة دون وداع فلقد كان صديقها الأقرب قبل أن بكون أبيها .

في صباح اليوم التالي كانت نور تستقل طائرة عائدة الي مصر مع والدتها ووالدها وجثمان والدها الذي رحل عن مصر منذ سنوات كثيرة ولم يعد الا جثمان بلا روح  .

وبعد إجراءات الدفن وتوديع الأب المتوفي جلست نور بجوار قبر أبيها تحدثه

مش عارفه أقولك إيه علي الوجع اللي جوايا وجع فراقك طيب كدا تمشي من غير ما تودعني طيب احكي لمين دلوقتي انا علي وجعي وعلي قلبي الي كسرته بإيدي .

فاكر لما كنت بتلاقني شاردة وأبص للبحر كنت بتقولي لسه بتفكري فيه لسه بتحبي فاكر كنت بقولك أه حتي لو بحبه عمري ما هبوح بيها تاني .

بس اللي حصل إني قابلته وبوحت وإتكلمت بوجع السنين اللي عدي كله طلب مني الجواز يا بابا طلبه امبارح ورفضته مشيت وسبته .

كنت عاوزه تسمعها مني كان نفسك نرجع كنت عاوز تطمن عليا ؛ فاكر زمان لما محمود خطبني إنت قولتلي إيه

إنتوا فيكوا حاجات كتير مختلفة عن بعض بس الولد دا راجل أنا مطمن عليكي معاه .

لما سبني فجأه يومها إنت كنت زعلان علشان كنت شايفه راجل بجد ولما كنت تجي تحكي عنه كنت تقولي أنا متاكد إنه سابك في لحظه غضب  أنا نظرتي فيه متخيبش.

فاكر لما إتجوزت مارك قولتلي ايه .. قولتلي أنا مش مأمنه عليكي يا نور دا إنسان مش مريح فين أراضيك دلوقتي يا محمود ..يومها قولتلك حتي لو رجع مش هتجوزه .

أهو رجع يا بابا رجع ورفضته طيب قلبك حس بوجع قلبي ووقف يا بابا أخرج من مكانك وكلمني لتنهار من البكاء أمام القبر وتقوم فريده والدتها باحتضانها ليتلاحم بكاءهم معا فقدان الاب والسند والحبيب والزوج .

تعود نور إلي منزلها لتستلقي في سريها وتنام بملابسها حتي صباح اليوم التالي فعيونها لم تذق اليوم منذ أول أمس يوم أن استيقظت لتزور محمود في مكتبه .

تسيتقظ نور علي ضوء الشمس مقتحماً غرفتها وكأنه نداء جديداً للحياة .

تقوم نور من سريرها تغسل وجهها وتنظر في المرأه محدثة نفسها

كأني كبرت عمر تاني علي عمري أول امبارح كنت حاسة إني رجعت بنت في الجامعة النهاردة حاسة إني ست عجوزة ما بين عيون تائهة ومنتفخة وبين قلب يرسم ما بداخله من وجع الروح علي وجهها وإيدي مرتعشة علي موقف أكبر من حجم قلبها بمراحل .

تنتبه لهاتفها أنه قد إنتهي شحنه تقوم بوضعه علي الشاحن وفتحه لتجد مئات من الاتصال من رقم محمود في اليومين الذان مضت وعدت اتصالات من مارك ورسائل بالتهديد .

وبينما الهاتف في يديها تجد اتصالا جديد منه في تلك المرة تحدث نفسها مش هقول لا أنا اسفة هعتذره وأفهمه كل حاجة وتهديدات مارك ليا هنعدي كل حاجة مع بعض أنا واثقة ….

تقوم بالرد علي الهاتف لتجد صوت سارة شقيقته

نور انتي فين محمود بيموت يا نور إلحقني اخويا بيموت مش بيقول حاجة إلا إسمك  .

بصدمة وشهقة ألم…  سارة إنتي بتقولي إيه محمود ماله إنتي بتهزري معايا صح أنا عارفه محمود قالك قولي لنور كدا علشان متمشيش عاوز يعرف إني لسه بحبه والله بحبه يا ساره وعمري ما حبت حد غيره

ساره بصوت لا ينقطع عنه البكاء  :لا يا نور مش بهزر محمود عمل حادثة أول إمبارح الصبح ودخل في غيبوبة بقاله يومين نور أرجوكي تعالي أحنا في المستشفي عند أكرم جوزي .

وبنبرة خوف والم كخوف من يوم الإعدام ..  دقايق هكون عندك محمود لازم يعيش مينفعش يمشي ويسبن

ي مينفعش

أن هلكنا بعدكم يا وياما من بعدكم

مقت الحياة فقدكم

جدول علينا بالرضا

شمس الدين التبريزي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى